دولى

«إيران» تعطل الدوام في 26 محافظة بسبب موجة حر شديدة

قررت السلطات الإيرانية تعطيل الدوام كلياً أو جزئياً في 26 محافظة من أصل 31، يومي الثلاثاء والأربعاء 5-6 أغسطس، في خطوة وُصِفت بأنها استجابة عاجلة لموجة الحر الشديدة واستمرار نقص الكهرباء في أنحاء البلاد.
وشمل الإغلاق مؤسسات حكومية وتعليمية ومصرفية، باستثناء المراكز الخدمية والإغاثية، لضمان استمرارية تقديم الخدمات الأساسية، وتُعدّ هذه هي المرة الثانية التي تُفعّل فيها الحكومة الإجراء ذاته خلال أيام، ضمن مساعٍ لإدارة استهلاك الطاقة وحماية صحة المواطنين.
وتزامنت هذه الخطوة مع تزايد شكاوى السكان من انقطاعات طويلة في الكهرباء والمياه، خاصة في العاصمة طهران وعدد من المحافظات الكبرى، ما فاقم من حدة الأزمة اليومية للسكان.
ويأتي ذلك بينما تدخل إيران عامها الخامس من الجفاف، مع انخفاض بواقع 40% في معدلات هطول الأمطار، ما أثر سلباً على كفاءة السدود ومحطات الطاقة الكهرومائية.
كما كثّفت الحكومة حملات الرقابة، موجهة إنذارات للمؤسسات غير الملتزمة بسياسات الترشيد، مع تهديد بقطع التيار عنها، واتخذت شركة الكهرباء إجراءات ضد الأنشطة غير القانونية في تعدين العملات الرقمية، التي تُتّهم باستهلاك كميات ضخمة من الكهرباء.
وبالتوازي، أطلقت السلطات حملة «درجة 25» لتثبيت أجهزة التكييف عند 25 درجة مئوية، مع الترويج لاستخدام التهوية الطبيعية وإطفاء الأجهزة غير الضرورية خلال ساعات الذروة.
بينما تتفاقم أزمة الطاقة في إيران صيفاً بعد آخر، يتبادل المسؤولون والمواطنون الاتهامات بشأن أسبابها، ويرى قطاع واسع من الإيرانيين أن ما يحدث اليوم هو نتيجة مباشرة لسنوات من الإهمال الرسمي لمشاريع البنية التحتية والطاقة، وعدم الاستثمار الكافي في تحديث منظومات الكهرباء والمياه.
على جانب آخر، تُرجع الحكومة الإيرانية الأزمة الحالية إلى تأثير العقوبات الغربية، وعلى رأسها العقوبات الأميركية، التي تقول إنها قيّدت قدرتها على تطوير حقول الغاز وبناء محطات توليد جديدة.
ورغم القيود المفروضة على الاقتصاد، تشير بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى أن إيران حققت عائدات نفطية تُقدّر بنحو 144 مليار دولار خلال السنوات الثلاث الأولى من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن
هذه الأرقام تفتح باب التساؤلات حول قدرة الحكومة على توجيه هذه العوائد نحو معالجة أزمات البنية التحتية والطاقة بدلاُ من الاعتماد المتزايد على الإجراءات المؤقتة وتدابير الترشيد الطارئة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى