الإفراج عن سهام أبو سالم أكبر أسيرة في سجون الاحتلال بعمر 71 عاما

معتقلة مُسنة تبلغ من العمر نحو 70 عامًا، من المقرر أن تكون بين الأسرى الفلسطينيين المُفرج عنهم اليوم ضمن المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار، وذلك بحسب ما أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير اليوم، والتي قد جرى اعتقالها بتاريخ 22 يناير عام 2024 من داخل مستشفى مجمع ناصر الطبي غرب محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، وذلك بعد الاقتحام العنيف الذي نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي للمستشفى في حينه.
ووفقًا لقائمة أسماء المعتقلين المقرر الإفراج عنهم، بحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين، والتي نشرتها وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، فإنّ الأسيرة سهام موسى أحمد أبو سالم، من مواليد 15 يونيو 1955، هي من بين المُفرج عنهم اليوم ضمن المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار، وكان قد جرى نقلها لاحقًا بعد اعتقالها إلى داخل أراضي عام 1948، حيث وصلت إلى سجن الدامون في العاشر من مارس 2024، وكانت قيد الاعتقال وفقًا لقانون المقاتل غير الشرعي، أي بدون تهمة أو لائحة اتهام بحقها، دون السماح لمحاميها بزيارتها أو الاطلاع على ظروف احتجازها أو وضعها الصحي، على الرغم من تقديم طلبات زيارة لها لعدة مرات، بحسب ما كشفت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان عبر صفحتها الرسمية.
وتعد سهام أبو سالم المعروفة بـ«أم خليل» أكبر أسيرة في سجن الدامون، وواجهت مصاعب النزوح والبطش في خانيونس، فبالرغم من صمودها في مدينتها، اضطرت إلى النزوح مع عائلتها إلى مستشفى ناصر الطبي، حتى اقتحمت قوات الاحتلال المستشفى، ما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من النازحين واعتقال آخرين، مما دفع أم خليل وعائلتها للهروب مرة أخرى.
ودّعت سهام أبو سالم اثنين من أبنائها شهداء: ابنها البكر وحيد برهم أبو سالم عام 1987 وهو بعمر الرابعة عشرة، وابنها ماجد برهم أبو سالم عام 2004 عن عمر يناهز الخامسة والعشرين، تاركًا خلفه ابنته «منّة الله» ذات الثمانية أشهر، واستقبلت أم خليل خبر استشهاد ماجد بالتكبير والرضا، وتكفلت بتربية حفيدتها اليتيمة منّة، التي أصبحت سندها في محنة النزوح لاحقًا.
وخلال النروح من المستشفى، كانت السيدة المسنة سهام أبو سالم التي تجاوزت السبعين عاماً وتعاني من أمراض مزمنة كالسكري والضغط، برفقة ابنتيها سوزان ورباب، وعدد من أحفادها الصغار الذين لم يتجاوز أكبرهم الرابعة من عمره، وكانت حفيدتها منّة البالغة من العمر 20 عامًا، تساعدها في رعايتهم، لكن أثناء مرورهم عبر طريق «الحلّابة» القريب من مستشفى ناصر، والذي كان يُفترض أنه ممر آمن، قامت قوات الاحتلال باعتقال الجدة سهام وابنتيها سوزان ورباب.
وبالرغم من الإفراج عن ابنتيها؛ حيث حُررت سوزان أبو سالم في آخر عملية تبادل للأسرى، وأفرج عن رباب من المعسكر قبل وصولها لسجن الدامون، ظلت أم خليل رهن الاعتقال، تاركةً وراءها مجموعة من الأطفال الصغار برفقة حفيدتها منّة، وكان من المفترض أن تكون الأسيرة المسنة سهام أبو سالم على موعد مع الحرية في شهر فبراير الماضي ضمن صفقة التبادل التي أنجزتها حركة حماس، حيث شملت الصفقة تحرير ابنتها سوزان والأسيرة أسماء شتات، لكن الاحتلال الإسرائيلي أبقى على اعتقال الجدة سهام، ليُعتبر هذا الاستمرار في اعتقالها نقطة جديدة تُضاف إلى سجل خروقات الهدنة.






