دولى

موجة نزوح واسعة للفلسطينيين من غزة وسط قصف الاحتلال المكثف

تنزح العديد من العائلات الفلسطينية من مدينة غزة نحو جنوب القطاع، سيراً أو باستخدام سيارات وعربات وجرارات زراعية، مع تكثيف الجيش الإسرائيلي ضرباته في كبرى مدن القطاع المدمّر بعد نحو عامين من الحرب.

وأظهرت لقطات لوكالة فرانس برس في نهاية الأسبوع، أرتالاً من النازحين على الطريق الساحلي قرب النصيرات وسط القطاع، تنقلهم شاحنات صغيرة أو حافلات تكدست عليها أمتعة وأغراض.

وإلى جانب المركبات، سار مئات من الفلسطينيين من مختلف الأعمار وقد غلبت عليهم علامات التعب والإرهاق الشديدين. وبدا رجال ونساء يحملون صغارهم أو يمسكون بأيديهم، وآخرون مصابون أحدهم جلس على كرسي متحرك وطفله في حضنه، بينما استخدم رجل بترت ساقه اليسرى عكازين للتحرك.

وقال النازح خليل مطر “نريد أن ننزح أيضاً إلى خان يونس (في جنوب القطاع). لا نعرف ماذا سنفعل، حياتنا كلها نزوح وتشريد، ومعنا مرضى، ولا نعرف إلى أين نذهب، وأين هو المكان الآمن”.

وتحذر وكالات إغاثة من أن سيطرة إسرائيل على مدينة غزة ستكون لها تداعيات كارثية على السكان الذين يعانون بالفعل من سوء تغذية على نطاق واسع.

وقالت وزارة الصحة في القطاع، اليوم الأحد، إن فلسطينيين آخرين توفيا بسبب سوء التغذية والجوع في غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ما يرفع عدد الوفيات الناجمة عن ذلك إلى 422 شخصاً على الأقل، من بينهم 145 طفلاً.

نازحون فلسطينيون فارون من شمال غزة يتجهون جنوباً يوم 13 سبتمبر (رويترز)
نازحون فلسطينيون فارون من شمال غزة يتجهون جنوباً يوم 13 سبتمبر (رويترز)

وسمحت إسرائيل، التي منعت دخول جميع المواد الغذائية إلى غزة لمدة 11 أسبوعاً في وقت سابق من هذا العام، بدخول مساعدات إلى القطاع منذ أواخر يوليو، إلا أن الأمم المتحدة تقول إن هناك حاجة إلى المزيد من الإمدادات.

وتقول إسرائيل إنها تريد من المدنيين مغادرة مدينة غزة قبل إرسال المزيد من القوات البرية إلى هناك. وتشير التقديرات إلى رحيل عشرات الآلاف لكن مئات الألوف لا يزالون في المنطقة. ودعت حماس الناس إلى عدم المغادرة.

وتنفذ قوات الجيش الإسرائيلي عمليات داخل أربع ضواحٍ شرقية على الأقل منذ أسابيع، وسوّت معظم المناطق ثلاث منها على الأقل بالأرض. وتضيق الخناق على وسط القطاع والمناطق الغربية منه حيث يحتمي معظم النازحين.

ويتردد الكثيرون في المغادرة، قائلين إنه لا توجد مساحة كافية أو مأمن في الجنوب حيث أعلنت إسرائيل منطقة إنسانية وطلبت منهم التوجه إليها.

ويقول البعض إنهم لا يستطيعون المغادرة بينما يأمل آخرون في أن يضغط القادة العرب المجتمعون غداً الاثنين في قطر على إسرائيل لإلغاء هجومها المخطط له.

نازحون فلسطينيون فارون من شمال غزة يتجهون جنوباً يوم 13 سبتمبر (رويترز)
نازحون فلسطينيون فارون من شمال غزة يتجهون جنوباً يوم 13 سبتمبر (رويترز)

“مش عارفين وين نروح”

وقال مصباح الكفارنة النازح في مدينة غزة “الضرب اشتد في كل مكان واحنا من الصبح فكينا الخيم فوق العشرين عائلة، مش عارفين وين نروح”.

وقالت إسرائيل إنها نفذت خمس موجات من الغارات الجوية على مدينة غزة خلال الأسبوع المنصرم، واستهدفت أكثر من 500 موقع، بما في ذلك مواقع استطلاع وقناصة تابعة لحماس ومبان تحتوي على فتحات أنفاق ومخازن أسلحة.

ويقول مسؤولون محليون إن ما لا يقل عن 40 شخصاً على الأقل سقطوا قتلى بنيران القوات الإسرائيلية في أنحاء القطاع، منهم 28 على الأقل في مدينة غزة وحدها. ولا تميز تلك الأرقام بين المقاتلين والمدنيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى