السودان.. شجب أممي ومشرعون أمريكيون يطالبون بتصنيف «الدعم السريع» منظمة إرهابية

دعا أعضاء جمهوريون وديمقراطيون في الشيوخ الأمريكي إلى رد قوي من إدارة الرئيس ترامب بعد سيطرة “قوات الدعم السريع” على مساحات جديدة في السودان حيث ذكرت تقارير أنها هاجمت مدنيين.
وطالب السيناتور الجمهوري جيم ريش من ولاية آيداهو رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، بأن تصنف الولايات المتحدة قوات الدعم السريع رسميا منظمة إرهابية أجنبية.
وكتب في بيان على منصة “إكس”: “الفظائع التي وقعت في الفاشر في دارفور لم تكن بالخطأ بل كانت خطة قوات الدعم السريع منذ البداية.. تمارس تلك القوات الإرهاب وترتكب فظائع لا توصف من بينها الإبادة الجماعية ضد الشعب السوداني”.
وقالت السيناتور جين شاهين من ولاية نيو هامبشير أكبر الأعضاء الديمقراطيين في اللجنة، إنها ستدعم على الأرجح مثل هذا القرار من واشنطن.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت ستدعم تصنيف قوات الدعم السريع منظمة إرهابية أجنبية، قالت شاهين للصحفيين: “على الأرجح”، لكنها أضافت أنها تود دراسة المسألة بتأن.
ولم ترد وزارة الخارجية الأمريكية بعد على طلب للتعليق على الخطط المتعلقة بتصنيف قوات الدعم السريع منظمة إرهابية.
وفي يناير، قالت إدارة الرئيس السابق جو بايدن إنها خلصت إلى أن أعضاء بقوات الدعم السريع والجماعات المسلحة المتحالفة معها ارتكبوا إبادة جماعية في السودان وفرضت عقوبات على محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، ونفت قوات الدعم السريع إلحاق الأذى بالمدنيين.
وفي آخر التطورات الميدانية، سقطت مدينة الفاشر آخر معقل كبير للجيش السوداني في دارفور بغرب السودان، في أيدي قوات الدعم السريع يوم الأحد الماضي بعد حصار استمر 18 شهرا عزز سيطرتها على المنطقة.
وحذرت جماعات الإغاثة والنشطاء من احتمال وقوع هجمات انتقامية بدوافع عرقية بعد أن تغلبت قوات الدعم السريع على الجيش والمقاتلين المتحالفين معه، وكثير منهم من قبيلة الزغاوة.
وفي السياق، شجب مجلس الأمن الدولي، الخميس، الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع على الفاشر بولاية شمال دارفور غربي السودان، والفظائع التي ارتكبتها ضد المدنيين، وطالب بمحاسبة الجناة.
وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة حول الوضع في السودان استمع خلالها إلى إحاطة من مساعدة الأمين العام لشؤون إفريقيا في إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام، وإدارة عمليات السلام، ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية.
وأدان أعضاء المجلس، في بيان، الهجوم الذي شنته الدعم السريع على الفاشر وما خلفه من آثار مدمرة على السكان المدنيين.
وذكّر بقراره رقم 2736 الصادر في يونيو 2025 والذي طالب الدعم السريع برفع الحصار عن الفاشر، ووقف فوري للقتال، وخفض التصعيد في المدينة ومحيطها.
كما أدان مجلس الأمن الفظائع التي ارتكبها الدعم السريع ضد السكان المدنيين، بما في ذلك الإعدامات الميدانية والاعتقالات التعسفية، مبديا قلقه حيال خطر ارتكاب فظائع ذات دوافع عرقية، داعيا إلى محاسبة جميع مرتكبي الانتهاكات.
وطالب البيان جميع أطراف النزاع بحماية المدنيين، والالتزام بالقانون الدولي، والعاملين في المجال الإنساني ومقارهم وممتلكاتهم، وفقا لالتزاماتهم بموجب القانون الدولي، كما دعاهم إلى السماح بمرور المساعدات.
وشدد على أن الأولوية الآن تتمثل في استئناف المحادثات بين الأطراف، للتوصل إلى وقفٍ دائمٍ وشاملٍ لإطلاق النار، مع إطلاق عملية سياسية شاملة يملكها ويديرها السودانيون أنفسهم.
وحث المجلس جميع الدول على الامتناع عن أي تدخل خارجي من شأنه إذكاء الصراع وزعزعة الاستقرار، مؤكدا التزامه الراسخ بسيادة السودان واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه.
وجدد في بيانه رفضه لإنشاء أي سلطة حاكمة موازية في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
واندلعت الحرب في السودان في أبريل 2023 بسبب خلاف بين الجيش وقوات الدعم السريع حول دمج قواتهما خلال فترة الانتقال إلى الديمقراطية مما تسبب في موجات من العنف العرقي وأسوأ أزمة إنسانية في العالم وحدوث مجاعة في عدد من المناطق، ولقي عشرات الآلاف حتفهم ونزح حوالي 13 مليونا.






