الفضة تتجاوز 51 دولاراً للأونصة.. لأول مرة منذ عام 1980

ارتفع سعر الفضة إلى أعلى مستوى له منذ عقود، بعدما أدّت الزيادة الحادة في الطلب على أصول الملاذات الآمنة إلى تفاقم قيود الإمداد في سوق السبائك في لندن.
وصعد سعر المعدن الأبيض 4.8% متجاوزاً مستوى 51.235 دولار للأونصة، وهو أعلى مستوى له منذ أزمة الأخوين هانت في ثمانينيات القرن الماضي.
وتواصل الفضة صعودها الذي رفع الأسعار بأكثر من 70% هذا العام، متجاوزاً الارتفاع القياسي لسعر الذهب.
ويأتي هذا في إطار بحث متزايد عن أصول الملاذ الآمن، مدفوع بمخاوف من المخاطر المالية في الولايات المتحدة، وارتفاع حاد في أسعار الأسهم، وتهديدات لاستقلالية الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.
وفي الوقت نفسه، ساهم نقص كميات الفضة المتاحة بسوق لندن الرئيسية في دعم الأسعار، ما دفع أيضاً تكلفة اقتراض المعدن إلى الارتفاع بشكل حاد.
واستفادت الفضة من ما يُعرف بـ «صفقة تآكل القيمة» إذ يتجه المستثمرون إلى الأصول الآمنة مثل بتكوين والذهب والفضة، بعيداً عن العملات الكبرى.
وقد أدّت المخاوف من تآكل قيمة الأصول المالية بسبب التضخم والعجز المالي المتصاعد إلى تسجيل هذه الأصول مستويات قياسية.
وفي 1980، حاول الأخوان هانت –وهما مليارديرا نفط من تكساس اشتهرا بالمضاربات سيئة السمعة– احتكار السوق العالمية للفضة، مدفوعَين بمخاوف من التضخم وإيمانٍ بقيمة المعدن كمخزن للثروة، إذ قاما بتخزين أكثر من 200 مليون أونصة، ما رفع الأسعار فوق 50 دولاراً للأونصة قبل أن تنهار إلى ما دون 11 دولاراً.
وتُعد الفضة من المعادن القليلة التي لم تتجاوز بعد ذروتها التاريخية المسجلة خلال الطفرة السلعية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ووفق الأسعار المعدّلة للتضخم، فإن المستوى القياسي الجديد لا يعادل سوى ربع ذروة عام 1980.






