محليات

وزير العدل: إطلاق أكبر خطة لتطوير التشريعات في تاريخ الكويت قريباً

أعلن وزير العدل المستشار ناصر السميط عن اطلاق أكبر خطة لتطوير التشريعات في تاريخ الكويت قريبا بتضافر جهود مختلف جهات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني بما يشمل تسخير الثورة الرقمية لخدمة العدالة والقانون وتحقيق عدالة ميسرة وفعالة ومتواصلة.

   وقال المستشار السميط في تصريح صحفي خلال جولة تفقدية له في مجمع محاكم (الرقعي) اليوم الأربعاء ان الكويت شهدت نهضتين تشريعيتين الأولى قبل صدور الدستور (منذ سنة 1959 حتى سنة 1965) وأنجزت خلالها قوانين رئيسية من ضمنها قانون الجنسية.
   وأضاف ان النهضة التشريعية الثانية كانت (منذ سنة 1978 حتى سنة 1984) حيث صدرت غالبية القوانين التي لا زالت سارية حتى اليوم مثل القانون المدني وقانون المرافعات وقانون الأحوال الشخصية.
   وأوضح ان القوانين الرئيسية في الكويت جميعها ستخضع لإعادة التقييم والتطوير حيث تعكف ثماني لجان عاملة حاليا على نظر قانون المحاكم الاقتصادية وقانون منظومة الإيجار واتحاد الملاك وقانون الجزاء وقانون الإجراءات والمحاكمات الجزائية وقانون العمال وذلك بهدف تبسيط إجراءات التقاضي.
   وأضاف انه من جانب آخر يتم العمل على حل النزاعات خارج النطاق القضائي قدر المستطاع عن طريق لجان فض المنازعات القضائية يتم انتداب قضاة لها للوصول إلى حل لها إلى جانب وسائل التحكيم والتحول التكنولوجي في المنظومة القضائية.
   وبين ان قانون القضاء الجديد وصل لمراحله الأخيرة حيث تم إحالته إلى إدارة الفتوى والتشريع ومن المتوقع الانتهاء منه قريبا وهو يشكل مدخلا وحلا لأكبر عملية إصلاح للمنظومة القضائية في الكويت ترجمة للتوجيهات السامية من لدن حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه.
   وذكر ان “القوانين السارية في البلاد يصل عددها إلى 983 قانونا سبق وأعلنت في بداية تولي الحقيبة الوزارية عن مراجعة نسبة 10 بالمئة من القوانين خلال سنة وتم إنجاز عدد 118 قانونا خلال مدة ثمانية أشهر أي بنسبة أكبر ومدة زمنية أقل عن ما تم الإعلان عنه ونحن الآن بصدد إعادة النظر في نسبة 15 بالمئة أخرى من القوانين ليصل مجموعها إلى نسبة 25 بالمئة خلال عام واحد”.
   وثمن الجهود الكبيرة للشركاء في هذه الخطة وهم القضاة وأعضاء النيابة العامة‏ وأعضاء الهيئة التدريسية بجامعة الكويت وإدارة الفتوى والتشريع وجميع مؤسسات المجتمع المدني المعنية كل حسب اختصاصه.
   وبين ان جميع اللجان العاملة تقوم بالإستعانة في المختصين من قضاة وأعضاء النيابة العامة وأساتذة الجامعة وجمعية المحامين لمراجعة القوانين كما يتم الاطلاع على أفضل التجارب الخليجية والعربية والعالمية لاقتباس الأفضل منها والأنسب للبيئة السارية في الكويت.
   وذكر ان البنك الدولي ممثلا بمنظمة العدالة والتنمية وضع معيارا دوليا معتمدا لقضاء سريع يحقق العدالة للأفراد دون تأخير بحيث يكون عدد القضاة قياسا لعدد السكان 8 قضاة لكل 100 ألف نسمة.
   وشرح ان الولايات المتحدة الأمريكية لديها 5 قضاة لكل 100 ألف نسمة والصين لديها 11 قاضيا لكل 100 نسمة والاتحاد الأوربي لديه عدد 11-20 قاضيا لكل 100 ألف نسمة وهي دول مستقرة قانونيا وقضائيا ومنظومتها سلسة تعمل بكل سهولة ويسر بينما الكويت لديها 33 قاضيا لكل 100 ألف نسمة حيث تعتبر أحد أعلى الدول في العالم من ناحية عدد القضاة قياسا لعدد السكان.
   وقال “هناك تركة ثقيلة جدا في المنظومة القضائية والخدمات المساندة لوزارة العدل فعدد القضايا التي تنظر في دولة الكويت أكثر من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حيث تصل مقارنة ببعض الدول إلى ما يعادل 10 أضعاف وهو ما يعني أن القاضي في الكويت ينظر في جميع وأبسط مسائل المنازعات”.
   وعزا التأخير في الدعاوى والفصل فيها إلى حاجة النظام القضائي الكويتي للتحديث مبينا ان نظام التوثيق والتوكيل بوضعه الحالي يعاني من مشاكل “كبيرة” وما تقوم به اللجان العاملة حاليا هو إنجاز  التعديلات بأفضل طريقة وأسرع وقت ممكن.
   وأضاف “سنواصل العمل على إصدار التشريعات خلال الفترة المقبلة لحاجة البلاد إليها والتحدي الوحيد الذي يقف أمامنا حاليا هو عامل الوقت فقط ولا عذر آخر لنا وما أنجز ولله الحمد بالتعاون مع شركاءنا عمل استثنائي لتحقيق الهدف المنشود وهو خدمة مصلحة الوطن وكل من يعيش على هذه الأرض من مواطنين ومقيمين عبر إعطاء الحقوق لأصحابها وسترون النتائج عن قريب”.
وردا على سؤال صحفي عن الآلية الجديدة لاختيار وظيفة باحث مبتدئ قانوني (المؤهلة لوظيفة وكيل نيابة) بعد أن تم إلغاء كل أعمال اللجنة المعنية قال وزير العدل إنه تم تكليف معهد الكويت للدراسات القضائية والقانونية بكتاب رسمي في نهاية يوليو الماضي بإعداد دراسة مفصلة حول‏ آلية الاختبارات المفترض اتباعها باعتباره مؤسسة عريقة في الكويت تقوم بتدريب القضاة وأعضاء النيابة العامة وموظفي الدولة”.
   وأضاف أن اختبارات وظيفة باحث مبتدئ قانوني (المؤهلة لوظيفة وكيل نيابة) ستكون إلكترونية دون تدخل بشري في تصحيحها وبمجرد الانتهاء سيتعرف المتقدم مباشرة على النتيجة واجتيازه للاختبار تليها مرحلة المقابلات الشخصية وستكون بعهدة أعضاء النيابة العامة والقضاة.
   وشدد على أهمية الالتزام بتوفير كل معايير الشفافية والنزاهة في إجراءات التعيين لوظيفة باحث مبتدئ قانوني (المؤهلة لوظيفة وكيل نيابة) وإعطاء الحق للجميع في الحصول على فرصة عادلة لدخول الاختبار واجتيازه.
   وأوضح أن “الهدف الإجراءات التي تمت هو تقليل الأخطاء وعدم تدخل العنصر البشري فيه علما أن غالبية جهات الدولة تتبع نظام الاختبارات الإلكترونية وسيتم ذلك بالتعاون مع معهد الكويت للدراسات القضائية والقانونية وجامعة الكويت”.
   وردا على سؤال عن خطة وزارة العدل لتكويت رجال القضاء وأعضاء النيابة العامة قال إن نسبة تكويت رجال القضاء وأعضاء النيابة العامة تبلغ حاليا 77 بالمئة وستصل مطلع اكتوبر 2025 إلى 80 بالمئة وستصل مطلع اكتوبر 2026 إلى 85 بالمئة وستصل مطلع اكتوبر 2027 إلى 90 بالمئة وسيتم الانتهاء من هذه الخطة بتاريخ 1 اكتوبر 2030 بوصول نسبة التكويت إلى 100 بالمئة.
   وأعرب عن خالص الشكر والتقدير للقضاة الأجانب وخاصة من جمهورية مصر العربية على ما قدموه وسيقدمونه من جهود وخدمات كبيرة للقضاء الكويتي حتى عام 2030.
   وشدد على أن تكويت القضاء مطلب وطني وأمر في غاية الأهمية و”نحن ماضون فيه” مؤكدا القدرة الكاملة لرجال القضاء وأعضاء النيابة العامة بدولة الكويت على تحمل المسؤولية وإدارة مرفقهم بجودة وكفاءة وسرعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى